في خطوة بنّاءة تعكس الاهتمام الصحي والإنساني بأسر الشهداء،عقدت اليوم في مقر وزارة الصحة العامة والسكان والبيئة بالعاصمة صنعاء اجتماع موسّع ضم نخبة من الاستشاريين في تخصصات القلب، والمخ والأعصاب، وجراحة العظام والمفاصل، وجراحة العيون، إلى جانب ممثلين عن الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء، لمناقشة خطة التحضير والإعداد للمخيم الطبي المجاني لأسر الشهداء، المقرر تنفيذه تزامنًا مع حلول الذكرى السنوية للشهيد. وترأس الاجتماع نائب وزير الصحة العامة والسكان والبيئة الدكتور ناشر القعود، الذي رحّب في مستهل الاجتماع بالأطباء الاستشاريين وبالحاضرين من هيئة رعاية أسر الشهداء، مشيدًا بجهودهم الإنسانية والطبية خلال الفترات السابقة. وقال القعود مخاطبًا الأطباء: “حضوركم اليوم هو تكريم لجهودكم السابقة وما قدمتموه من عطاء كبير في خدمة المجتمع، واجتماعنا هذا يأتي لمناقشة الترتيبات الخاصة بالمخيم الطبي المجاني لأسر الشهداء الذي تنفذه الهيئة بالتعاون مع الوزارة، تزامنًا مع الذكرى السنوية للشهيد، ليجسّد معنى الوفاء والعرفان لمن قدّموا دماءهم في سبيل الله ودفاعًا عن الوطن.” وأكد القعود أن ما يُقدَّم لأسر الشهداء من خدمات طبية ورعائية هو واجب وطني وإنساني وأخلاقي يقع على عاتق الجميع، مشيرًا إلى أن وزارة الصحة ستقدّم كل أوجه الدعم والمساندة لإنجاح المخيم وتحقيق أهدافه الإنسانية السامية، مضيفًا أن هذه المبادرة تجسّد تكامل الجهود الرسمية والطبية في خدمة أسر البذل والتضحية. من جانبه،أكد وكيل قطاع الرعاية بالهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء الأستاذ حسين القاضي أن هذا الاجتماع يأتي ضمن سلسلة من اللقاءات التحضيرية التي تنفذها الهيئة بالتعاون مع وزارة الصحة في إطار اهتمامها بتوسيع دائرة الرعاية الطبية لأسر الشهداء. وقال القاضي: "نحن في الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء نضع الملف الصحي لأسر الشهداء في مقدمة أولوياتنا، إدراكًا منا لحجم المعاناة التي تعيشها هذه الأسر، وحرصًا على التخفيف من أعبائها المعيشية والصحية." وأضاف أن المخيم يهدف إلى تقديم خدمات مجانية ونوعية لأسر الشهداء الذين لا يستطيعون تحمّل تكاليف العلاج خلال العام، مشيرًا إلى أن الهيئة أعدّت خطة عمل ميدانية شاملة لتنسيق الجهود الطبية والفنية والإدارية بين مختلف الجهات. وأوضح أن المخيم الطبي لهذا العام سيغطي أربعة تخصصات رئيسية تشمل القلب، المخ والأعصاب، جراحة العظام والمفاصل، وجراحة العيون، وسيستهدف أسر الشهداء في أمانة العاصمة وعدد من المحافظات. وثمّن القاضي الدور الكبير لوزارة الصحة والبيئة في دعم برامج الهيئة وتسهيل مهامها الصحية، مشيدًا كذلك بمواقف الأطباء الاستشاريين الذين لبّوا نداء الواجب الإنساني والوطني، معتبرًا أن تعاونهم ومشاركتهم الفاعلة تمثل تجسيدًا حيًّا لمعاني الوفاء والعرفان لأسر من قدّموا أرواحهم في سبيل الله والدفاع عن الوطن. وقال القاضي: “إننا بتظافر الجهود وتكامل الأدوار سنصل إلى تقديم خدمة صحية ملموسة ومؤثرة لأسر الشهداء، وهذه أقل واجباتنا تجاه من ضحّوا بكل غالٍ ونفيس من أجل عزة وكرامة هذا الشعب.” وأضاف أن الهيئة ماضية في تعزيز شراكاتها مع الجهات الصحية والمؤسسات الطبية بما يضمن استمرارية هذه المبادرات النوعية. بدورهم، عبّر الأطباء الاستشاريون المشاركون عن شكرهم وتقديرهم لهيئة رعاية أسر الشهداء ووزارة الصحة على هذه المبادرة الكريمة، مؤكدين استعدادهم الكامل للمشاركة في المخيم ودعوة زملائهم من مختلف التخصصات الطبية للمساهمة في خدمة أسر الشهداء في العاصمة والمحافظات. كما استعرض الأطباء جملة من الملاحظات والمقترحات التطويرية لتلافي الصعوبات التي واجهت المخيم في العام الماضي، بما يسهم في تحسين الأداء ورفع جودة الخدمات الطبية المقدمة لأسر الشهداء. وفي ختام الاجتماع، تم تكريم الأطباء الاستشاريين بهدايا رمزية تقديرًا لجهودهم ومواقفهم النبيلة، قدمتها الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء في لفتة تعكس التقدير العالي لدورهم الإنساني والمهني. و يأتي إقامة المخيم الطبي لأسر الشهداء ضمن سلسلة من البرامج الخدمية والرعاية التي تنفذها الهيئة، ترجمةً لتوجيهات القيادة الثورية والسياسية في رعاية أسر الشهداء والاهتمام بهم صحيًا واجتماعيًا وتربوياً، وتجسيدًا لروح الوفاء والعطاء المستمر لدماء الشهداء وتضحياتهم الخالدة.
يمكنك إرسال تعليقك بتعبئة البيانات في الأسفل