الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم ) من المؤمنين رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من نظر وما تدلوا تبديلا) والصلاة والسلام على سيدنا محمد القائل (مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمِهِمْ وتعاطفهم. مثل الجسد إذا اشتكى مِنْهُ عُضُوِّ تَدَاعَى له سائر الجسد بالشهر والحُمّى). وعلى آله الطاهرين، وارض اللهم عن وبعد: يأتي إنشاء الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء وصندوقها، ضمن اهتمام القيادة العالي، ووفائها تجاه تضحيات الشهداء، واعترافاً منها بعطائهم، وبذلهم العظيم، فالفضل فيما نحن فيه من عزة وكرامة، وسيادة، وحرية وأمن، على المستوى البشري يعود للشهداء الأبرار، لدمائهم الزكية، الفوارة بالمسؤولية والعزة، والإباء والإنسانية.
قُلّدنا - وكادر الهيئة المجاهد - هذه المسؤولية العظيمة مستمدين من الله العون والتوفيق والسداد، حاملين همها - إن شاء الله - بتظافر وتكاتف، وتعاون الجميع، متوجهين بالاستعانة بالله والتوكل عليه لتقديم أفضل الخدمات والرعاية لأسر الشهداء، وتوسيع المشاريع، وسيرى النور كل ما يوفقنا الله إليه من ذلك قريبا - إن شاء الله - بمستويات متدرجة، وفي سلم الأولويات، وبحسب الإمكانات المتاحة.
ولي هنا دعوة للجميع مجتمعاً، وحكومة بالتعاون وحمل الأمانة تجاه أسر الشهداء، لأنها مسؤولية جماعية، وأخلاقية، وتظافر جهود الجميع، كل من موقعه، ونوع مسؤوليته، وفي شتى المجالات، لمساندة الهيئة لتقوم بالواجب تجاه أسر الشهداء مادياً وصحياً، وتربوياً وغيرها، وأيضاً الاهتمام المباشر بأسر الشهداء دون الاتكال الكلي على الهيئة لتغطي كافة التزامات الأسر الضرورية، وتقوم بكل الواجب حيال ذلك، فالحمل
كبير جداً، والتعاون ثمرته كبيرة، وبركته، ومردوده كبير.
والله ولي الهداية والتوفيق
أ/طه أحمد جران
رئيس الهيئة العامة لرعايةأسرالشهداء